"القضاء التام على الجوع ممكن ، مع زراعة المزيد من المحاصيل على كل أرض ، سيكون لدى الناس في كل دولة الكثير من الغذاء." - ليلى جفتى أكيتا
لا شك أن القارة الإفريقية والسودان خاصة تمتلك إمكانيات زراعية كبيرة، لكن هناك عقبات ليست يسيرة لتحقيق الأمن الغذائي لها ولما جاورها من شعوب العالم، بالإضافة إلى تجدد الكوارث السنوية من فيضانات ونزاعات قبلية وهجرة بسبب مشاكل في دول الجوار، مما يعيق الاستفادة المثلى من هذه الموارد والثروات الوطنية، وتعتبر صور التباين بين الريف والحضر، أحد الأسباب الهامة وراء الهجرة إلى المناطق الحضرية ومراكز المدن الكبرى، فيؤدي إلى زيادة التصحر وهجر الأرياف، مع صعوبة تأمين وسائل النقل السريعة، لإيصال المنتجات الزراعية إلى المدن والأسواق، خاصة بعد غلاء البترول، وضعف قيمة النقد المحلي والوطني، فيشعر المزارع بأنه وحيدٌ أمام هذه العقبات والتقلبات، وأنه ليس هناك من يحميه ويدافع عن حقوقه في العيش الكريم.
ودورنا في المؤسسة، العمل على مساعدة المزارعين، في أحوال كثيرة، من خلال تأمين بذور جيدة، لتحسين الإنتاج الزراعي، وإرشاده إلى طرق تطوير الزراعة التقليدية، مع تطوير التنمية الريفية بالمناطق المتضررة، والنائية، وتحسين مستوى كفاءة الأساليب الزراعية بشكل أساسي، لزيادة الإنتاجية، ورفع معدلات الدخل، وتحسين الخدمات اللازمة في هذه المناطق، لتأمين استقرار أهلها فيها، وترك فكرة الهجرة إلى المدن المكتظة بالسكان، وكذلك تسليح سكان الريف بمقوّمات الأصول البشرية الحاسمة الأهمية كالتعليم والصحة والمعلومات، وهو ما من شأنه أن يزيد الفرص الاقتصادية المتاحة لهم إلى الحد الأقصى في مناطقهم، وكذلك إقامة دورات تدريب للمرشدين والخبراء الزراعيين، في كيفية تعليم المزارعين تحسين الإنتاج الزراعي المتنوع في هذه المناطق، وطرق التغلب على العقبات التي تعترض مشاريعهم، وكيفية التفكير في الحلول الممكنة لها، وطرق الري الحديثة دون الحاجة إلى إسراف في المياه، لتحقيق كفاءة استخدام المياه، من أجل زيادة دخولهم، ونجاح مشاريعهم واستقرار حياتهم الطبيعية.