"لا يمكن الحفاظ على السلام بالقوة ، لا يمكن تحقيقه إلا بالتفاهم" - ألبرت أينشتاين
يقوم بناء السلام بشكل أساسي على التعامل مع الأسباب الكامنة وراء اقتتال الناس فيما بينهم في المقام الأول، إلى جانب دعم المجتمعات لإدارة خلافاتها ونزاعاتها دون اللجوء إلى العنف.
ما الذي يساهم في تحقيق السلام؟
نحن نعتقد أن السلام هو أكثر من مجرد غياب العنف، ففي حين أن الفترة التي تلي توقُّف النزاعات والاقتتال والمطبوعة بالعودة إلى الحياة الطبيعية أمرٌ مرحَّب به، فإن الاستقرار غالباً ما يخفي حقيقة أن المظالم أو الأسباب الأخرى للنزاع لم تتم معالجتها، وقد تطفو على السطح مجدداً، وتسعى المنظمات المدنية إلى بناء السلام من خلال تعزيز ما يوصف بـ “السلام الإيجابي”، ونحتاج إلى تقدير العوامل التي تساهم في إرساء السلام، والتي قد يؤدي غيابها إلى النزاع.
• ودور مؤسستنا التطوعية الخيرية هو ما يأتي:
1- تحسس مشكلات الأطراف المختلفة في المجتمع والأرياف والقبائل، ومنع اندلاع العنف بسببها من خلال طرح حلول استباقية، لعلاج ما يمكن علاجه منها، قبل وأثناء وبعد النزاعات ومنع تكرارها.
2- العمل على أن يتمتع كل فرد أو شريحة اجتماعية، بإمكانية الوصول العادل والمتساوي إلى الاحتياجات الأساسية التي تضمن رفاهه، والحد الأدنى من العيش الكريم: مثل الغذاء، والمياه النظيفة، والمأوى، والتعليم، والرعاية الصحية، وبيئة معيشية لائقة.
3- العمل على أن يتمتع كل فرد، بفرص متساوية في العمل وكسب الرزق، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو أي جانب آخر من جوانب الهوية.
4- نشر ثقافة الحوار والتفاهم والتعاون بين أفراد المجتمع وكياناته، وتقريب وجهات النظر نحو الاستفادة من ثروات البيئة والمناطق المثلى، مع مراعات حقوق الجميع في الوصول إلى حقوقهم من هذه الثروات.
5- المساعدة على ضمان أن يكون الناس في مأمن من الأذى، وأن يكون لهم حق الوصول إلى القانون والعدالة، وأن يتم إشراكهم في القرارات الاجتماعية التي تؤثر عليهم، وأن يحصلوا على فرص اقتصادية أفضل، وأن يحظوا بسبل عيش أكرم.
وأخيراً: فإن هذه هي العوامل التي إذا ما اجتمعت، تمد الناس بالقدرة على الصمود، الذي يسمح لهم بالتعامل مع خلافاتهم ونزاعاتهم دون اللجوء إلى العنف.
وفي البدء والنهاية: فإن جميع الشرائع السماوية تدعو إلى الإيمان بالله، ومن أسمائه السلام، وتحية المسلمين والملائكة: السلام، ودار الخلود الجنة من أسمائها (دار السلام)، فلنجعل الأرض كذلك دار سلام.